د. حسن مدن يصحّ وصف المستشرق الروسي، إغناطيوس كراتشكوفسكي (1883- 1951)، بالمستعرب، لمقدار ما كان عليه من شغف باللغة العربية وآدابها، ودأبه في التنقيب عن القديم من المخطوطات العربية، واستخلاص ما فيها من جواهر، لم يلتفت إليها حتى العرب أنفسهم، ورثة الكتّاب الذين وضعوا تلك المخطوطات.
يصحّ وصف المستشرق الروسي، إغناطيوس كراتشكوفسكي ، بالمستعرب، لمقدار ما كان عليه من شغف باللغة العربية وآدابها، ودأبه في التنقيب عن القديم من المخطوطات العربية، واستخلاص ما فيها من جواهر، لم يلتفت إليها حتى العرب أنفسهم، ورثة الكتّاب الذين وضعوا تلك المخطوطات.
في كتابه «المخطوطات العربية» الذي عربّه الأكاديمي المصري د.
في نهاية المخطوط مقتطفات استخلصت من مقالات ورسالات التبريزي النحوية، قرأها كراتشكوفسكي بسرعة، و«بدون اهتمام كبير»، لأنه يعرف أن مؤلفها رجل محبّ للعمل جداً «لكنه عادي نسبياً»، وساعتها خطرت على باله حكاية تداولها الناس عن التبريزي الذي عاش في بغداد «كأستاذ في المدرسة النظامية المجيدة»، وفحوى الحكاية أن التبريزي، وهو شاب، حمل على ظهره من تبريز إلى بلاد الشام مجلداً ضخماً لكي يدرسه عند شاعر وعالم مشهور في المعرّة، بالقرب من حلب، لم يكن سوى أبي العلاء المعري، رهين...
بدا مظهر المعجم الذي حمله التبريزي على ظهره قاطعاً كل تلك المسافة «كأنما قد أصابه البلل بالماء»، نظراً لطول الفترة التي قضاها هذا المعجم محمولاً، «فأصابه العرق الذي نحته ظهر التبريزي».
هنا أدرك كراتشكوفسكي أن تلك الرسالة الواردة في مخطوط التبريزي، والتي نسبت إلى هذا الأخير ليست من وضعه، وعندما دقق الباحث النظر والاهتمام في الرسالة وجد فيها بعض الدلائل الكافية، لأن يؤمن بأن ما أمامه، ليست نبذة من رسالة التبريزي، بل رسالة كتبها الضرير الزاهد القابع في المعرّة، ليس بعيداً عن حلب، قام التبريزي بحفظها، تماماً كما عُني بحفظ المعجم على ظهره.كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
أن نقرأ الكتاب مرتين | حسن مدن | صحيفة الخليجهل حدث لكم أن عدتم إلى كتابٍ قرأتموه في مرحلة عمرية سابقة من حياتكم، وأثار، يومها، إعجابكم، ومحمولين بهذا الإعجاب تدفعكم الرغبة لإعادة قراءته، فتُفاجؤون بأن المطالعة الثانية للكتاب تبدد الانطباع الإيجابي الذي تكوّن لديكم حين قرأتموه وأنتم في عمر...
اقرأ أكثر »
عين الرضا وعين السخط | حسن مدن | صحيفة الخليجفي لهجاتنا الدارجة نقول عن أحدهم: «كبُر في عيني»، كناية عن التقدير لمواقف أو قدرات شخص ما، وبالعكس نقول: «طاح من عيني» أو «وقع من عيني»، كناية عن الموقف النقيض، أي أنّ العين هي الدليل إلى طبائع الأشخاص.
اقرأ أكثر »
اليونان تستنسخ مدن الإمارات الذكية | صحيفة الخليجبدأ مشروع أكبر مدينة ذكية في أوروبا في التبلور، حيث ظهرت معالم «برج المارينا» بعد عقد من التأخير؛ ليكون المبنى الواقع...
اقرأ أكثر »
عرب في مقاهي باريس الأدبية | حسن مدنعن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقبل عشر سنوات، صدر للكاتبة هدى الزين كتاب بعنوان: «المقاهي الأدبية في باريس.. حكايات وتاريخ». كتاب يقدّم إحاطة موجزة بأهم المقاهي في العاصمة الفرنسية التي كانت ملتقى لأدباء فرنسا وفلاسفتها، وارتبط بعضها بأسماء مشاهير منهم، مثل جان بول سارتر وسيمون دوبوفوار وآخرين سواهم.
اقرأ أكثر »
الدراما بين الفصحى والعامية | حسن مدند. حسن مدن كان موفقاً حرص القائمين على المسلسل السعودي «خيوط المعازيب» الذي تجري أحداثه في منطقة الأحساء في بدايات ومنتصف الستينيات الماضية، على استخدام اللهجة الأحسائية بمفرداتها المتداولة يومذاك، والأهم من ذلك الحرص على صحة نطقها كما ينطقها أهالي الأحساء، ما استدعى تدريباً للممثلين الشباب، أو الممثلين الآتين من مناطق سعودية أخرى، وبلدان خليجية.
اقرأ أكثر »
الرواية المُعارة تعود سالمة | حسن مدنقبل أربعة أو خمسة أعوام، كتبتُ في هذه الزاوية عن «كتابٍ عاد إلى داره»، حين أعاد رجل في هولندا كتاباً كان استعاره من مكتبة عامة قبل نحو أربعين عاماً.
اقرأ أكثر »