«تمرد فاغنر».. مشهد دراماتيكي مفتوح على كل السيناريوهات صحيفة_البيان
إلى ما قبل الساعات الأخيرة، كان كثير من المراقبين يدرجون تصريحات بريغوجين المتكررة في خانة توزيع الأدوار أو الإخراج المسرحي لتضليل الجانب الأوكراني وداعميه الغربيين.
ومالم ينقشع ضباب هذا المستجد، تبقى الدوافع المحتملة لقائد "فاغنر" وجود خلافات أو تناقضات فعلية مع وزارة الدفاع، وقد تكون لديه طموحات بمنصب ما في مركز اتخاذ القرار العسكري، أو ربما في الأمر ابتزاز ذو طابع مالي أو طمع بمكتسبات من نوع ما، سيما وأن الحديث يدور عن "مجموعة"، والمجموعات محركها الربح ووقودها النفوذ.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خرج بخطاب ناري تحدث فيه عن خيانة وطعنة في الظهر، وتوعد بإنهاء التمرد واستعادة الاستقرار في روستوف، مركزاً على ضرورة نبذ الخلافات في مواجهة حرب، وقال إن الغرب يستخدم كل أسلحته فيها ضد روسيا. وهنا ينبغي الأخذ بالاعتبار الخلفية الأمنية لبوتين، وإلقائه الخطاب بعد قراءة المشهد بكل أبعاده.
وهنا يجب العودة إلى تجارب سابقة، حيث حدثت محاولة انقلابية عام 1991 في الاتحاد السوفييتي، على يد قيادات وازنة، ولم يكتب لها النجاح، كما حدثت محاولة أخرى وإن كانت بطبيعة مختلفة، إذ كان طرفها البرلمان، وانتهت بالفشل كذلك.