«الموبايل» مفتاح النهار .. بقلم: حسن مدن HasanMadan1 صحيفة_الخليج
يعتزّ محمود درويش في نصّه الذي كتبه عن مديح القهوة، وتعلقّه بمذاقها وطقوس تحضيرها: بأن «القهوة لمن أدمنها هي مفتاح النهار»، مضيفاً أن «القهوة لمن يعرفها مثلي هي أن تصنعها بنفسك لا أن تأتيك على طبق لأن حامل الطبق هو حامل الكلام»، ولا نعلم كم نسبة من بقي من الناس الذين يبدأون نهارهم بشرب القهوة، سواء كانوا هم أنفسهم من يصنعونها، أو تأتي على طبق بيد من سيكون حامل أول الكلام، الذي يفسد على درويش متعة القهوة التي يحبّ أن يشربها منفرداً، أو في صمت.
كلنا، أو بالأحرى معظمنا، نحبّ أن نشرب القهوة في الصباح، لكننا نشك في أنها هي مفتاح النهار، أو مفتتحه بالنسبة لشرّاب القهوة، و«صبّابيها»، سواء «زادوها هيل»، أو لم يفعلوا، فمفتتح النهار الحقيقي بات الموبايل، الذي نحوه تتجه الأيادي ما أن نفيق من النوم لتصفحه، وقبل أن ننهض من أسرّتنا، وهو تصفح، يطول، أو يقصر من شخص إلى آخر، وبعد هذا التصفح يمكن التفكير في القهوة، التي لم تعد أولاً، كما هي عند درويش والمتعلقين بها مثله، ليعتبروها انطلاقة اليوم الجديد.
ليس لما على «الموبايل» من رسائل وصور وفيديوهات وبوستات تراكمت خلال ساعات نومنا، ما للقهوة من أثر، أشار إليه درويش بقوله، في النص إياه: «القهوة عذراء الصباح الصامت المتناهي، ولها مفعول السحر في إصلاح الذاكرة»، فرسائل الموبايل لا تفعل في النفس ذات الفعل، أو حتى ما يشبهه، بل لعلّها تفعل النقيض. قد يكون أول ما يصادفنا ونحن نفتتح نهارنا بالموبايل «صباحات الخير»، و«مساءات الخير»، المكتوبة فوق صور للزهور بألوانها المختلفة، وكذلك «الجمعات المباركات»، إذا صادف اليوم جمعة، أو «الأعياد السعيدة أو المباركة»، التي أرسلها إلينا مرسلوها، كما أرسلوها، هي عينها، إلى عشرات وربما مئات مثلنا، بكبسة أو كبستين على زر من أزرار الموبايل، وربما تصلنا ذاتها، وبعد قليل، من شخص آخر تلقاها من المرسل الأول، فوفّر عليه البحث عن نموذج جاهز مثلها.
وإذا ما ضربنا صفحاً عن كثافة هذا النوع من الرسائل وتكرارها، التي هي في حقيقة الأمر ليست رسائل بالمعنى الذي نشأنا عليه لفكرة الرسالة ومضمونها، فإننا قد نكون محظوظين جداً، لو صادف أن أتتنا على هذا الموبايل ونحن نفتحه ونفتح النهار كاملاً معه، رسائل أو أخبار تبعث في نفوسنا البهجة والسعادة والأمل والفرح، لكن كثيراً، وربما غالباً، يحدث العكس، ليس فقط لأن رسائل من هذا النوع الصانع للطاقة الإيجابية لا يصلنا، فالأسوأ أن يصلنا من المنكدّات والمنغصات، الكفيلة بإفساد يومنا كاملاً.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مطار الفجيرة يستقبل أولى رحلات طيران السلام من مسقط | صحيفة الخليجدشّن «طيران السلام»، الأربعاء، أولى رحلاته من مسقط إلى مطار الفجيرة، تنفيذاً لاتفاق تم توقيعه...
اقرأ أكثر »
صلح «على الهواء» بين رامي صبري وعمرو مصطفى | صحيفة الخليجانتهى الخلاف بين الفنان رامي صبري والملحن عمرو مصطفى بالصلح بين الطرفين، بعد أزمة أغنية...
اقرأ أكثر »
الطلاء الخارق.. هل يخفض حرارة الأرض؟ | صحيفة الخليجفي تطور مذهل قد يساهم في خفض حرارة الأرض، ويقلل نسبة استهلاك الكهرباء، كشف عالم في جامعة بوردو الأمريكية...
اقرأ أكثر »
الإمارات ترحب باعتماد مجلس حقوق الإنسان مشروع قرار مكافحة الكراهية الدينية | صحيفة الخليجرحبت دولة الإمارات باعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار مكافحة الكراهية الدينيةrn
اقرأ أكثر »