لم يعد ممكناً السكوت أو التغاضي عن اعتداءات قطعان المستوطنين المتطرفين على المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، ولا عن الجرائم اليومية التي يرتكبها هؤلاء بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في الضفة الغربية، لاعتقادهم بأنهم فوق القانون وبمنأى عن أي محاسبة، طالما أن هناك من يوفر لهم الحماية في حكومة اليمين المتطرف.
الاعتداءات التي استهدفت قافلتي المساعدات الإنسانية الأردنية قبل أن يغادر وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن العاصمة الأردنية عمان ضمن جولته الأخيرة في المنطقة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما بقيت ميليشيات المتطرفين المنفلتة تنفذ قانونها الخاص، وتعتدي على الاتفاقات والقوانين الدولية، دون أن تجد من يردعها أو يضع حداً لاعتداءاتها.
يأتي ذلك استكمالاً للعربدة الاستيطانية التي تضاعفت وبلغت ذروتها، بعد هجوم السابع من أكتوبر، في استباحة القرى والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات المتكررة للأماكن الدينية، وعمليات القتل المتعمد وحرق المنازل والممتلكات الفلسطينية، والتي باتت تنذر بتداعيات خطرة وتهدد بانفجار الأوضاع في الضفة الغربية والمنطقة عموماً.
ولعل استشعار خطورة هذا الوضع هو ما دفع الإدارة الأمريكية ودولاً أوروبية إلى فرض عقوبات على بعض رموز التطرف الاستيطاني والكيانات التابعة لهم، وحدا بواشنطن إلى التفكير في فرض عقوبات على وحدات عسكرية إسرائيلية تتشارك معهم في انتهاكات حقوق الإنسان وتوفير الحماية لهم. لكن هذه العقوبات لم تكن كافية لردع عتاة التطرف الاستيطاني، ولن تكون طالما أن هناك من يهب للدفاع عنهم وعن ممارساتهم الإجرامية.
لقد بات واضحاً أن عنف المستوطنين وتمردهم على القوانين وإمعانهم في انتهاك حقوق الفلسطينيين يستند أساساً إلى إفلاتهم من العقاب، ولا يبدو أنه سيتوقف إذا لم تتوفر الرغبة والإرادة الجادة لوقفه.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
«مؤتمر سلام» ناقص | افتتاحية الخليج | صحيفة الخليجإذا كانت الحرب الأوكرانية التي دخلت عامها الثاني تزداد تعقيداً مع الإصرار على المضي فيها رغم خسائرها الهائلة وعجز الجيش الأوكراني عن تحقيق أي إنجاز ميداني، بل والحديث عن «هزيمة محتملة» إذا لم يصله المدد العسكري الأمريكي، وإذا كانت المكابرة في رفض الجلوس على طاولة المفاوضات لا تزال سيدة الموقف في كييف والعواصم الغربية، فإن قرار سويسرا استضافة مؤتمر...
اقرأ أكثر »
الصين وروسيا و«الردّ المزدوج» | افتتاحية الخليجلم تكن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الصين يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين للإعداد فقط لزيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى بكين الشهر المقبل بمناسبة مرور 75 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، بل شملت أيضاً التأكيد على المضي قدماً في تعزيز علاقاتهما في إطار «الشراكة بلا حدود» بينهما التي أعلنت في فبراير/شباط 2022،...
اقرأ أكثر »
أطفال غزة.. جيل تحت الصدمة | افتتاحية الخليجليست المرة الأولى التي تحذّر فيها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تداعيات الحرب الإسرائيلية على صحة الأطفال في غزة، الذين دفعوا ثمناً باهظاً من لياقتهم الجسدية ونموهم الطبيعي وصحتهم النفسية، ومثلما قُتل عشرات الآلاف منهم خلال الأشهر الستة من الحرب، جاء عشرات الآلاف الآخرون إلى هذه الدنيا وسط الأنقاض وتحت القصف والغارات، وفي ظروف لا تليق...
اقرأ أكثر »
عن «الدولة» الفلسطينية | افتتاحية الخليجبعد اجتماعين مغلقين لمجلس الأمن، يومي الاثنين والخميس الماضيين، لمناقشة طلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة «لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء»، وفق ما صرّحت به سفيرة مالطا فانيسا فرازير التي تترأس المجلس لهذا الشهر، رغم أن ثلثي الأعضاء أيدوا هذه العضوية.
اقرأ أكثر »
زيارة تتجاوز مخاوف الحلفاء | افتتاحية الخليجاختتم المستشار الألماني أولاف شولتس أمس زيارة إلى الصين استغرقت ثلاثة أيام بالاجتماع مع الزعيم شي جين بينغ، جال خلالها على رأس وفد سياسي واقتصادي وتجاري كبير ويضم مديري أكبر الشركات الألمانية، وخصوصاً السيارات، في مدينتي شنغهاي وتشونغتشينغ أكبر المدن الصناعية والتجارية الصينية، ثم العاصمة بكين.
اقرأ أكثر »
لبنان وذكرى الحرب الأهلية | افتتاحية الخليج49 عاماً، بين 13 إبريل/ نيسان 1975 و13 إبريل/ نيسان عام 2024، ولبنان لا يزال يعيش هواجس ومخاوف الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً، ولم يأخذ اللبنانيون العِبر من أهوالها ومآسيها المدمرة، وما نجم عنها من ضرب لأسس التعايش والوحدة الوطنية، وإسقاط لبنان في مهاوي الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأخطرها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وسقوط...
اقرأ أكثر »