ربما يكون المرء شخصاً مستعداً دائماً لتلبية طلبات الآخرين من حوله، أو لمساعدتهم في الحالات الطارئة، حتى دون أن يُطلب منه ذلك. وربما يكون لطيفاً بشكل خاص ومراعياً لشعور الآخرين ويقظاً ومضحياً بنفسه وحاضراً دائماً لمساعدتهم.. أو قد يكون هذا ما يصفه به من حو
وبينما قد يعتقد المرء أن ذلك يعد تقييماً إيجابياً للغاية له، فإنه ليس بالضرورة أن تكون هذه الصفات جيدة لصحته العقلية، على الأقل إذا كانت مدفوعة بالرغبة في إرضاء الجميع.
يشار إلى أن مخزون الطاقة المستنفد باستمرار، يعد ضاراً بالصحة العقلية. إنها علامة على أن المرء يتجاهل ما يقوله له جسده وعقله، كما أنه يزيد من خطر إصابته بالأمراض العقلية. وبالتالي، فإن الأشخاص غير الأنانيين والمطيعين دائماً لطلبات الآخرين، يعانون بالتالي من الإرهاق بشكل غير متناسب في الغالب، بحسب ما يشير إليه الطبيب والمعالج النفسي، الدكتور أندرياس هاجيمان، المدير الطبي لعيادات «هاكو» الخاصة في ألمانيا للطب النفسي.
ويتابع «هؤلاء الذين يكرسون أنفسهم من أجل إرضاء الآخرين»، الذين يحاولون أن يقدموا كل شيء لجميع الأفراد ولا يرغبون في الإساءة إلى أي شخص، عادة ما يفعلون ذلك ليكونوا محبوبين. وبحسب ما ورد في دراسات نشرت بالولايات المتحدة، يرى فيرله أن الذين يُنظر إليهم بوصفهم لطفاء ومتعاونين بشكل خاص، غالباً ما لا يكونون محبوبين كثيراً.
وتعد الصيغة السحرية هي أن يضع المرء حدوداً، كما أنه عليه أن يبقي احتياجاته في ذهنه، وأن يقول «لا» للأمور التي قد تتعدى على حقوقه. ويتطلب ذلك ممارسة مستمرة.