افتتاحية_الخليج .. نهج جديد في تونس صحيفة_الخليج
يصر رئيس الوزراء التونسي المكلّف هشام المشيشي على الخروج عن نمط ونهج المحاصصة الحزبية في تشكيلة الحكومة الجديدة، التي كانت ترغب حركة النهضة في الاستئثار بها، خاصة بعد أن تمكنت بطرقها المختلفة من إفشال حكومة إلياس الفخفاخ، التي جاءت نتاجاً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وأفرزت خريطة سياسية مختلفة، كان من ضمنها وصول قيس سعيّد إلى منصب رئيس الدولة، فيما توزعت مقاعد البرلمان على الأحزاب.
ثمة تحركات سياسية تذهب إلى التنسيق لمحاصرة نفوذ حركة النهضة، التي تحاول الإبقاء على حضورها حتى وإن لم يكن رئيس الحكومة ينتمي إليها، مستغلة حصولها على المركز الأول في الانتخابات التشريعية، وهي لذلك تحاول قدر المستطاع التمسك بخيار أن يكون لها نصيب الأسد في الحكومة المقبلة لتصبح أداة طيعة لتوجهاتها السياسية، التي اتضحت كثيراً في التحركات التي قامت بها خلال فترة هيمنتها على الحكومة، وحصول زعيمها راشد الغنوشي على رئاسة البرلمان، الذي بات يكشّر عن أنيابه ويُفصح عن ميوله «الإخوانية»...
المراقبون للمشهد السياسي يتوقعون مضي المشيشي في نهج غير معتاد للحياة السياسية التونسية، يتمثل في تشكيل حكومة كفاءات، خاصة أن الرجل غير منتمٍ إلى أي توجهات حزبية أو متحالف مع جهات من شأنها أن تعرقل حريته في اتخاذ قرارات تعيد التوازن إلى الحياة السياسية، بالذات وسط تجاذبات تشهدها البلاد منذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم إجراؤها خلال العام الماضي وحتى اليوم.
لا شك أن المشيشي يواجه تحديات كبيرة لإنجاح حكومة جديدة بعيداً عن المحاصصات الحزبية؛ لأن الاستحقاقات التي تنتظر تونس ليست هينة. فبعيداً عن الحسابات الحزبية الضيقة، تبقى الإصلاحات الاقتصادية وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة المختلفة الهم الأكبر للمواطن التونسي، الذي خسر الكثير من جراء التقلبات في السياسات الاقتصادية للدولة التي مرت بمرحلة انتقالية يجب التعاطي معها بنوع من الواقعية حتى تعود البلاد إلى المسار الصحيح والفاعل في محيطها الإقليمي والعربي والدولي.
من أجل هذا الهدف تحتاج تونس إلى عقلية جديدة تدير الحكومة المقبلة، تكون بعيدة عن الاشتباكات السياسية، التي لم تولد سوى أزمات داخلية، والتي أثرت في المسار السياسي بأكمله، وراكمت الكثير من التحديات التي يُطلب من الحكومة الجديدة التفرغ لها لنقل البلاد إلى مربع الأمن والاستقرار، بعد الهزات العنيفة التي تعرضت لها منذ ثورة الياسمين أواخر عام 2010، حتى اليوم.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
الفيضانات تهدد أكبر سد هيدروليكي في العالم في معقل بؤرة 'كورونا'يستعد سد 'الممرات الثلاثة' الصيني العملاق لمواجهة موجة جديدة من الفيضانات العارمة، التي من المتوقع أن تصل السد غداً الجمعة.ذكرت ذلك شبكة تلفزيون الصين الدولية، اليوم الخميس، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يستقبل سد الخوانق الثلاثة (الممرات الثلاثة) في مقاطعة
اقرأ أكثر »
شرطة دبي تحرر أوروبياً احتجزته «عصابة مساج» في الحماموقع آسيوي ضحية عصابة متخصصة في استدراج ضحاياها بإعلانات مساج مغرية، وتعرض للاعتداء والسرقة بالإكراه، وهتك العرض بتصويره عارياً، وبعد فترة عثر بالمصادفة على إعلان جديد للعصابة نفسها، فأسرع بإبلاغ شرطة دبي التي تحركت على الفور إلى مكان البلاغ، ونجحت في القب
اقرأ أكثر »
فرنسا تعزز وجودها العسكري في 'المتوسط' لمواجهة تركياعززت فرنسا وجودها العسكري، اليوم الخميس، في شرق البحر الأبيض المتوسط دعماً لليونان في مواجهة تركيا التي تقوم بأعمال تنقيب استفزازية عن المحروقات في مياه إقليمية تابعة لأثينا. وقالت باريس إنها نشرت طائرتين حربيتين من طراز 'رافال' وسفينتين من سلاح البحرية في شرق البحر المتوسط لإبراز 'رغبتها في فرض احت
اقرأ أكثر »
67 ألف إصابة بكورونا في الهند.. و1445 في ألمانيا67 ألف إصابة بـ كورونا في الهند.. و1445 في ألمانيا صحيفة_الخليج
اقرأ أكثر »
55 ألف إصابة بكورونا في أمريكا.. و19 في الصين55 ألف إصابة بكورونا في أمريكا.. و19 في الصين صحيفة_الخليج
اقرأ أكثر »