مهزلة المهازل في تركيا .. بقلم: محمد نور الدين صحيفة_الخليج
كان يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يغطي بورقة توت عورات اغتصاب الديمقراطية في تركيا، بأن يرضخ لحكم الشعب، ويقبل بخسارته لمدينتي إسطنبول وأنقرة. لكن الحزب لا يكتفي بالسيطرة المطلقة على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والعسكرية، ومنذ 17 عاماً، بل هو لا يسمح بأن يتم أي اختراق مهما كان صغيراً لسلطاته المطلقة.
هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون انتخابات إعادة، بمعنى إعادة الاقتراع بالمرشحين أنفسهم وبالناخبين أنفسهم وبالتحالفات نفسها، والأهم بالظروف نفسها. بل هي انتخابات جديدة بظروف ومقاييس وتدابير جديدة بالكامل، والأهم لن يبخل الحزب الحاكم بأي وسيلة لممارسة كل الضغوط والترهيب لمنع مرشح المعارضة من الفوز. وهذه وحدها تجعل من انتخابات الإعادة غير شرعية.
وفي اغتصاب العملية الانتخابية، وعدم احترامها تعطيل نتائج الانتخابات النيابية في 7 يونيو/حزيران 2015 وإعادتها بعد أربعة أشهر، حيث عوّض الحزب خسارته السابقة. لكن ذلك لم يأت بالمجان، فقد مارست حكومة حزب العدالة والتنمية حينها كل أنواع البطش والقتل والتدمير والتفجيرات ضد المناطق الكردية على مدى تلك الأشهر.
لم يتحمل حزب العدالة والتنمية حتى قشور الديمقراطية.ولكن ما لجأ إليه سيكون وبالاً عليه. ولن يصدق أحد هذه المهزلة بإعادة الانتخابات، لا في الداخل التركي ولا لدى الرأي العام العالمي. وبهذه الخطوة يكرر حزب العادلة والتنمية ما كان فعله السلطان عبدالحميد في العام 1878 عندما انقلب على الدستور العثماني الذي كان وضع قبل سنتين من ذلك، وكان أول دستور في تاريخ الدولة. واستمر تعليق الدستور حتى العام 1908 عندما حدثت الثورة ضد عبدالحميد.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
الاتحاد الأوروبي يساند قبرص في نزاعها مع تركيا حول التنقيب
اقرأ أكثر »
المعارضة الألمانية تطالب بإجراءات فعّالة بعد تعذيب تركيا لصحفي ألماني
اقرأ أكثر »
الولايات المتحدة تدعو تركيا إلى وقف أنشطة التنقيب قبالة قبرصواشنطن تدعو تركيا لوقف أنشطة التنقيب قبالة سواحل قبرص للتفاصيل: مصدرك_الأول
اقرأ أكثر »
'أبوظبي للأوراق المالية' يشارك في مؤتمر 'ميلكن' في لوس أنجلوس
اقرأ أكثر »
30 خبير اتصال حكومي يشاركون في زيارة لأهم المؤسسات الحكومية والإعلامية في واشنطن
اقرأ أكثر »