strongعبداللطيف الزبيدي/strongbr / ما لك لا تسأل عن أحوال المؤرخين العرب؟ أين هم في العقدين الأخيرين؟ هل نجومهم أفلت، أم نحن يرجع بصرنا خاسئاً وهو حسير؟ يقيناً، جاد الغيثُ زمانَ كتابة التاريخ في عهد عبدالرحمن بن خلدون، فمنذ رحيله نضب نهر فلسفة التاريخ العربية، وصار التأليف في التاريخ، إلاّ ما ندر، تجميعاً وتصنيفاً للمعلومات عن الوقائع.
ما لك لا تسأل عن أحوال المؤرخين العرب؟ أين هم في العقدين الأخيرين؟ هل نجومهم أفلت، أم نحن يرجع بصرنا خاسئاً وهو حسير؟ يقيناً، جاد الغيثُ زمانَ كتابة التاريخ في عهد عبدالرحمن بن خلدون، فمنذ رحيله نضب نهر فلسفة التاريخ العربية، وصار التأليف في التاريخ، إلاّ ما ندر، تجميعاً وتصنيفاً للمعلومات عن الوقائع. كما أدخل مؤرخو الأحزاب والأنظمة الكثير من الاصطياد في الماء العكر، فغاب التحليل الحصيف، والاستدلال الشفيف.
غير خافٍ أن ثورة المعلومات كان لها أثرٌ هائلٌ في الوظائف والأدوار التي يؤدّيها الإعلام، فقد أحدث تسونامي البيانات في الشبكة العنكبوتية تياراتٍ لا قدرة لأحد أو جهة على التروّي والتحقيق والتدقيق والبحث العلمي، في مراجعها ومصادرها وصدقيّتها. أليست هذه هي الأمانة التي كان المؤرخون يحملونها ويعكفون عليها في أبراجهم العاجيّة، وهم في غير عجلة من أمرهم؟ كان إيقاع الحياة بطيئاً، فقد كان وصول الخبر من روما إلى الصين، أو من بغداد إلى سمرقند، يستغرق عاماً أو أكثر.
هل من المبالغة القول إن كتابة التاريخ توزّع دمها بين قبائل وسائط التواصل؟ ما يُنشر في هذه الأدوات يعادل آلاف المرّات ما تبثه الفضائيات والإذاعات وتنشره الصحف والمجلات على كثرتها بكل اللغات. المقلق هو أن وسائط الإعلام ووسائط التواصل غدت في كثير من الأحيان تتناقل الأنباء والصور نفسها، فهي تلتقي في مصّب واحد: الأرشفة، التي ليس فيها ذرّة مجال للفحص والتمحيص والغربلة، وهي منظومة الأدوات الدقيقة الاختبارية التي تتميّز بها كتابة التاريخ.
منذ قرون والناس يردّدون عبارة: «التاريخ يكتبه الأقوياء». اليوم لم تعد هذه المقولة كافيةً معبّرةً، فثورة المعلوماتية، من خلال القدرات اللانهائية للشبكة العنكبوتية، ومئات أشكال التلاعب بالمعلومات والصور والفيديوهات، وما يضيفه الذكاء الاصطناعي من عجائب التحريف والتزييف، أقحمت عناصر لا حصر لها من طرائق اللعب العابث بالأحداث، ما يجعل كتابة التاريخ حاضراً ومستقبلاً، وعموماً منذ بداية الألفيّة الثالثة، أمراً مختلفاً تماماً عمّا كان عليه في القرن العشرين.
لزوم ما يلزم: النتيجة النجومية: أين المؤرخون الذين يعيدون كتابة تاريخ العالم العربي في القرون الثلاثة الأخيرة؟
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
التجريبية التعليمية في الميزان | عبداللطيف الزبيديpهل تستطيع أن تتصوّر ما يمكن أن يحدث في المدارس العربية، لو طُبّق نوعٌ من حرّية التجارب التربوية، التي أُتيحت لمجموعة من المدارس الفرنسية؟ حدث ذلك في فرنسا منذ سنوات، حيث أرادت وزارة التربية أن تختبر مدى القدرة الابتكارية لدى تلك المدارس، فإن فاقت النتائج المأمول، تدرّج توسيع النطاق، وإن كانت مخيّبة للظن، اقتصرت الانعكاسات السيئة على عدد قليل،...
اقرأ أكثر »
إناث الضفادع تتظاهر بالموت لتتجنب التزاوجألقت دراسة حديثة أجراها باحثون ألمان من متحف برلين التاريخ الطبيعي، الضوء على إناث الضفادع التي تتخذ إجراءات جذرية لتجنب التزاوج بالإكراه مع الذكور وتتظاهر بالموت لتجنب فعل شيء لا ترغبه
اقرأ أكثر »
أضنة ومرسين.. مذاق حضارات ضاربة في التاريختتمتع كل من ولاية أضنة ومحافظة مرسين في الجمهورية التركية، بتاريخ غني...
اقرأ أكثر »
الأسطورة كريستيانو رونالدو يواصل التألق ويؤكد التاريخ مع البرتغالتابعوا آخر الأخبار المحلية والرياضية والسياسية والاقتصادية واهم المواضيع في دبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة وأبوظبي وكل مايتعلق بالاحداث العالمية
اقرأ أكثر »
«جولدا».. تشكيك إسرائيلي في «نصر أكتوبر»السينما إن حكت التاريخ، كيف يعرف المشاهد إذا كانت صادقة ومتى يمكنه التمييز بين الحق والباطل في ما يراه على الشاشة...
اقرأ أكثر »