في السلة العجفاء يُفتقد القمحُ .. بقلم: عبداللطيف الزبيدي abuzzabaed صحيفة_الخليج الخليج_خمسون_عاماً
ما يريح الدماغ، هو الوقوف على وظيفة «لو» في قولك: لو زرعوا. طبعاً، يجب أن تكون لديك مصفاة ذهنية، حين تزلّ بك قدمك فتتزحلق في متاهات النحاة. حذار، فأكبر دماغ في تاريخ علوم العربية، أبو الفتح بن جنّي، قضى أربعين عاماً يتعلم الصرف. من كل دوامة «لو»، خذ جملتين بليغتين. إحداهما: «لو، حرف لما كان سيقع لوقوع غيره». المثال: لو زرعوا أرض السودان لكان العرب اليوم وغداً في مأمن من غوائل انقطاع إمدادات القمح والذرة وزيت عبّاد الشمس، من أوكرانيا وروسيا.
الغاية بسيطة وجلية: قمة نجاح النظام السياسي في أيّ بلد، تتلخص في العمل بالآية الكريمة: «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» ، الأمن الغذائي والأمان. ربك أعلم بحلقات المسلسل الأوكراني الروسي، الذي قد لا يكون هكذا أساساً، وقد يصير غداً غير ما كان وما هو كائن. الإخراج الدولي يستعد لمسلسل حلقاته تزري بمسلسل «دايناستي».
الجملة التعريفية الأخرى في مسألة «لو» هي: «حرف امتناع لامتناع». ليس بعد هذا الإبداع إبداع. يعني: امتناع ملء بيوت المؤونة العربية بالسكر والحنطة، لامتناع زراعة التربة السودانية، لامتناع الإرادة الجماعية، والإدارة العبقرية، لمشاريع تنموية تاريخية. عبارة «سلة الغذاء العربية» لا تحتاج إلى تأويل أو شرح طويل، لأن السلة إذا كانت عربية، فإن المسؤولية جماعية، والاستثمار مشترك، والمحاصيل قسمة عادلة، لكل طرف نصيب يناسب ما قدّم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الزهديّة: عليك نور، الآن فهمنا أن العرب تخلّوا عن تحقيق سلة الغذاء العربية، خشية مزاحمة قوى الغذاء. بدل القمح نحصد الندم.