شريان الحياة.. سلعتنا الأكثر قيمة (1) .. بقلم: أحمد بن سليم صحيفة_الخليج الخليج_الاقتصادي
المياه موجودة في كل مكان، وهي حيوية لجميع أشكال الحياة المعروفة، فهي ليست شريان الحياة لكوكبنا فحسب، بل إنها أيضاً عامل يسهل التجارة، وناقل للغذاء، وهي منذ زمن بعيد في تاريخ البشرية، جسم طبيعي بين الثقافات والحضارات. ومع ذلك، وعلى الرغم من وفرتها الطبيعية، لا يزال الوصول إلى مياه الشرب يمثل تحدياً متزايداً بسبب العوامل البيئية. وفي الوقت نفسه، أدى التوزيع غير المتكافئ للمياه العذبة كمورد متجدد إلى معاناة أكثر من مليارَي شخص في البلدان التي تواجه الإجهاد المائي، أو لديها مصادر ملوثة فقط.
وعلى المستوى البنيوي، الماء عبارة عن جزيء بسيط مكون من ذرّتي هيدروجين صغيرتين ذواتي شحنة موجبة، وذرة أكسجين أكبر سالبة الشحنة، والتي تولّد قطبية عند الارتباط. ونتيجة لذلك، يمكن لجزيئات الماء تكوين روابط قوية مع الجزيئات القطبية الأخرى، بما في ذلك جزيئاتها الخاصة، والتي توفر التماسك، ما يسمح لها بتفكيك المواد الأخرى، ما يمنحها لقب «مذيب عالمي».
ووفقاً لما ذكره إم إن بيكر، ومايكل تاراس، في كتابهما «البحث عن المياه النقية: تاريخ تنقية المياه من السجلات المبكرة حتى القرن العشرين»، ربما بدأ البحث عن المياه النقية في عصر ما قبل التاريخ، مع أقدم توثيق لمعالجة المياه ورد في النص السنسكريتي القديم «ساسروتا سامهيتا»، الذي يعتبر أحد أهم السجلات الطبية التي بقيت من العالم القديم، وأحد النصوص التي نشأت على أساسها الأيورفيدا، حيث يذكر طرق التنقية، بما في ذلك الغليان، أو التسخين تحت أشعة الشمس، أو الترشيح عبر الرمال، فيما تعرض...
وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، وبفضل العمل الرائد الذي قام به لويس باستير، الذي يمكن القول إنه الأب الروحي لعلم المناعة الحديث، كان الفهم الأكبر للكائنات الحية الدقيقة وصِلتها بالمرض يعني اتباع نهج أكثر صرامة في معالجة المياه. وفي نهاية المطاف الاستخدام الواسع لمياه الشرب. كان هذا هو التأثير الذي حدث خلال الثلاثين عاماً الأولى من القرن العشرين، حيث قفز متوسط العمر المتوقع بين 10 - 15 عاماً في البلدان التي أصبح فيها الوصول إلى مياه الشرب متاحاً بشكل عام.
وكمحصلة نهائية، ثبت أن المياه المعدنية تساهم في صحة القلب من خلال خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد مع خفض ضغط الدم وتخفيف أعراض الإمساك. وبالتالي، استمر البحث لسنوات عدة، للعثور على المصدر النهائي «للمياه الأكثر صحة في العالم»، حيث تدعي العديد من المناطق أنها المصدر الأكثر صحة، بما في ذلك بويرتو ويليامز في منطقة باتاغونيا في تشيلي، وبلدتا تايني وتاي في أونتاريو بكندا.
ومن الحالات الأخرى لتلوث المياه الشديد تلوث ووبرن في ولاية ماساتشوستس، الذي ارتبط بسرطان الدم في مرحلة الطفولة، وسرطان الكبد والكلى والبروستاتا، وسرطان المسالك البولية، إضافة إلى التشوهات الخلقية في جميع أنحاء المجتمع المحلي. وفي المراكز السكانية الكبيرة الأخرى، مثل تلك القريبة من نهر يامونا شديد التلوث في الهند، تم أيضاً توثيق إصابات بالأمراض ووفيات مرتبطة بالسمية وانتشار الأمراض.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
دراسة بريطانية تكشف أصحاب الوظائف الأكثر تعاسة في العالم | صحيفة الخليجكشفت دراسة بحثية لجامعة هارفارد، أن الموظفين الأقل سعادة هم الذين يعملون بوظائف محاطة بالوحدة.
اقرأ أكثر »
عينات فضائية تشير لاحتمال وصول «مكونات الحياة» من خارج الأرض | صحيفة الخليجاكتشف مكونان عضويان ضروريان للكائنات الحية في عينات أُحضرت من الكويكب «ديوجو» في اكتشاف يدعّم فكرة أن بعض المكونات الضرورية
اقرأ أكثر »
أم القيوين تعلن اكتشاف أقدم مدينة لصيد اللؤلؤ في الخليج العربي | صحيفة الخليجأعلنت دائرة السياحة والآثار في أم القيوين عن أحدث مستجدات أعمال التنقيب الأثري بجزيرة السينية في موسمها الثالث
اقرأ أكثر »
أوبرا وينفري في جولة بالبتراء | صحيفة الخليجوصفت أوبرا وينفري مقدمة البرامج الأمريكية الشهيرة جولتها في مدينة البتراء الأردنية مع صديقتها غايل كينغ بـ«المذهلة».
اقرأ أكثر »
حكومة اللامستحيل في المجلس الأدبي بدبا الحصن | صحيفة الخليجنظم مكتب دائرة الثقافة بدبا الحصن، الثلاثاء، ضمن سلسة الجلسات الحوارية التابعة للمجالس الأدبية في الإمارة، جلسة حول حكومة اللامستحيل كيف ولماذا، استضاف
اقرأ أكثر »