رمال متحركة في النيجر.. بقلم: علي قباجة صحيفة_الخليج
مجدداً الغرب الإفريقي إلى الواجهة العالمية، بعد أن شغل الانقلاب الأخير في النيجر دولاً عالمية فاعلة، وأثار استياء دول الجوار التي تخشى إن غضت الطرف عنه أن تلاقي المصير ذاته في يوم من الأيام، لا سيما أن هذه المنطقة من القارة السمراء أصبحت كالرمال المتحركة، وشهدت انقلابات عدة؛ إذ إنه بدءاً من 2020 وحتى 2023، جرت 5 انقلابات؛ لذا بات هذا المشهد هو «الوضع الطبيعي الجديد»، ولعل هذا الوضع تشكل نتيجة للتغيرات التي بدأت بعد تفكيك «تاكوبا»؛ ومن قبلها انسحاب قوة «برخان»...
انقلاب النيجر له ما قبله وما بعده؛ إذ إنه منذ ساعة تنفيذه بدأت الدول الغربية، وأبرزها فرنسا والولايات المتحدة بتوجيه أصابع الاتهام لموسكو، بأنها تقف وراءه، على الرغم من أن المندوب الروسي في مجلس الأمن لم يتخذ موقفاً مخالفاً لنظرائه، ولم يستخدم حق النقض «الفيتو» حين أصدر مجلس الأمن بياناً دان فيه الانقلاب، غير أن ذلك لم يشفع لروسيا؛ إذ يستند الغرب في اتهاماته إلى أمور عدة أبرزها: تصريحات قائد فاغنر نفسه، بأن مجموعته هي التي دبرت الانقلاب العسكري بالنيجر، كما أن التظاهرات المؤيدة...
على الرغم من فداحة الانقلاب برأي البعض، كونه يعد نسفاً للنظام الديمقراطي، ويؤطر لمرحلة هيمنة العسكر على مفاصل الدولة، فإنه في الوقت ذاته يعد أمراً محتملاً ولم يكن مستغرباً عن دولة مثل النيجر لسبب رئيسي؛ هو أن هناك خللاً في المواطنة في هذا البلد؛ إذ إن الرئيس محمد مازوم يتحدر من أصول عربية ويشكل العرب في النيجر نحو 1.
انقلاب ما يُسمى «المجلس الوطني لحماية الوطن»، جعل البلاد تنتظر وضعاً مأساوياً أشد قتامة مما هي فيه، لا سيما بعد أن قامت منظمة «إيكواس» المكونة من 15 عضواً، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا المؤلف من ثمانية أعضاء، بتعليق عضوية النيجر في المنظمتين، واستبعاد البلاد من البنك المركزي الإقليمي والسوق المالية، وهو ما سيؤثر في الوضع المعيشي للسكان الذين باتوا يترقبون ما ستفضي إليه الوساطات التي تقودها دول عدة، وهل بإمكانها أن تنقذ البلاد من وضعها الحالي أم أن الأمور تسير نحو...