خلفيات الانفتاح الأوروبي على الصين بقلم : إدريس لكريني صحيفة_الخليج
بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية الجارية في أوكرانيا، أصبحت الدول الأوروبية متأكدة أنها الأكثر تضرراً من تبعات هذه الحرب التي خيمت بتداعياتها المختلفة على العالم بأسره.
وأمام التطورات الميدانية لهذه الحرب، تجد الدول الأوروبية نفسها بين مطرقة التوجهات الأمريكية الرامية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لمواصلة الضغط على روسيا لإجبارها على وقف عملياتها من جهة، وبين سندان النتائج العكسية لهذه التدابير؛ التي جعلت صانعي القرار؛ وجهاً لوجه أمام احتجاجات المواطنين التي أصبحت تهدد السلم الاجتماعي في عدد من دول القارة، كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا، من جهة أخرى.
وتندرج في هذا الإطار زيارة كل من الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ورئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» إلى بكين، والتي تحيل في جزء كبير منها إلى التخوفات التي أصبحت تبديها الكثير من الأطراف الأوروبية من حجم التقارب الصيني الروسي، وانعكاساته المحتملة على مستقبل الشراكة والتعاون الأوروبي - الصيني في المستقبل.
على الرغم من العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدول الأوروبية بالولايات المتحدة، وعلى الرغم من الخلافات الأوروبية مع الصين بشأن عدد من القضايا، فإن التطورات الدولية الأخيرة، وما تحيل إليه من تهديدات وتحالفات وتوازنات جديدة، فَرض اعتماد سلوكات على قدر من الواقعية التي تستحضر ضمن مرتكزاتها العقلانية والمصلحة.