خطأ صغير .. بقلم: ابن الديرة صحيفة_الخليج
المشهد جميل ومكتمل. لا شيء ينقص المشهد، وكل تفاصيله رائعة ولافتة، لولا ذلك الخطأ الصغير الذي يشوه المشهد، الخطأ الصغير الذي أثره كبير، والذي يكفي وجوده لوجود كميات لا بأس بها من الامتعاض، وربما الغضب، فهلا دخلنا في المشهد معاً؟
وماذا هنالك.. هل هو حبل غسل بالفعل؟ أما زال في الإمارات من يضع حبل غسل بهذه الطريقة فيسيء إلى منظر البناية ومنظر المدينة؟ نعم مثل هذا الخطأ ما زال مصراً على الحضور والتشويه بالرغم من مناشدة البلديات وغيرها من الجهات المعنية. هذا المدرس فاهم في تخصصه تماماً، لكنه دائم الشكوى أمام تلاميذه من الغلاء والحياة الصعبة و«يا ليتني لم أدخل مجال التعليم المقرف»، وأنا أخطأت الطريق، مبدياً ندمه على اليوم اللي «تنيل» فيه وأصبح معلماً، و«شوقي يقول وما درى بمصيبتي / قم للمعلم وفه التبجيلا»، و«اقعد فديتك«.. إلى آخره؟ فهل يؤدي هذا الخطأ الصغير لهذا المعلم الكبير إلى خلق جيل معافى ومتصالح مع نفسه؟
هذا المدير يمتلك من الخصائص والصفات الحسنة ما لا يوصف إلى جانب أنه متعلم بما فيه الكفاية وأزيد لولا هذا الخطأ الصغير: لا يحتكم إلى المعايير الموضوعية في تقييم، وفي اللغة الأصح «تقويم» أداء الموظفين، قافزاً على المعايير المقررة إلى معاييره الخاصة في رأسه، تلك القائمة على المجاملة وخدمة المصالح الشخصية والأغراض الخاصة.