حرية التعبير المزعومة.. بقلم: علي قباجة صحيفة_الخليج
لا يعدو شعار «حرية التعبير» الذي يتبجح به الغرب، إلا كونه لباس الذئب لثوب الحمل، أو «عدة النصب» للتنظير به على الأقوام الأخرى المخالفة في العقيدة والثقافة والتاريخ والسياسة والتوجه، وأمثلة ذلك كثيرة لا حصر لها، بدءاً بالحروب الاستعمارية التي أكلت الأخضر واليابس، من نهب وسلب وقتل وسحل واغتصاب وإخضاع دول لإرادة الغرب الذي يرى في نفسه المتحضر الوحيد، مروراً بمحاولة فرض الثقافة بالولوج من ثغرات الفقر والضعف، كما حدث في إفريقيا ولا يزال، وليس انتهاءً بالتمييز في دولهم نفسها، حتى...
إن «حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين»، لكن السويد سمحت لمتطرف بإحراق المصحف وإهانته، على مرأى من العالم أجمع، وكأن مشاعر مليار ونصف المليار مسلم لا تعني شيئاً. والعجيب أن هذا الفعل لم يكن ناشزاً، بل قُنن وتلقى الحماية، تحت شعار حماية حرية التعبير، رغم أن امتهان الآخر وفكره، لم تكن يوماً مشروعة سواء في القوانين الوضعية أو السماوية، بل إن لكل شيء حدوداً لا يجوز تخطيها، لكن تم تجاوزها جميعها من قبل «رعاة الحريات».
استوكهولم قدمت اعتذارها وأعلنت نيتها معاقبة الفاعل، بعد دعوات مقاطعتها، والإدانات الواسعة، وغضب الشعوب العارم من هذا الفعل، إضافة إلى مخاوفها من انعكاس ذلك على عضويتها في «الناتو»، بعد غضب تركيا الذي قال وزير خارجيتها، هاكان فيدان، «إن فشل السلطات السويدية في منع الاحتجاجات بحرق القرآن في البلاد يثير مخاوف أمنية وتساؤلات بشأن أوراق اعتماد هذا البلد لعضوية محتملة في الأطلسي»، في حين أن الأسف السويدي بحد ذاته جاء ناقصاً، إذ إنه برر الفعل بشكل ملتبس بقول حكومتها: «إنها...
ما جاء في البيان السويدي يعد التفافاً، لامتصاص الغضب العالمي، بل كان الأجدى التعهد بمنع تكرار ذلك، لا باللعب على الكلمات، أو اتخاذ قرار متأخر بإجراءات ضد الفاعل، للخروج من المأزق، فالقضية لن تحل بترك العنصريين يفعلون ما يشاؤون، لأن ذلك يعد شكلاً من أشكال الإرهاب، وجنوح المجتمع نحو التشنج والتعصب، إضافة إلى فتح المجال على مصراعيه «للإسلاموفوبيا».
ما حدث في السويد تكرر فعله في دول أوروبية أخرى بأشكال مختلفة، كصحيفة فرنسية أساءت للرسول الكريم، وغيرها، ليكون ذلك مدعاة لدق ناقوس الخطر، جراء انفلات الأمور من عقالها، أو أقلها بردود فعل فردية لا يحمد عقباها.. فهل تتلافى هذه الدول هذا المنزلق الخطير، أم ستبقى في سباتها وتغض الطرف عن الخطر القادم؟
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
إيهاب توفيق يكشف حقيقة غنائه عقب دفن علاء عبدالخالق | صحيفة الخليجكشف المطرب المصري، إيهاب توفيق، حقيقة الانتقادات التي وجهت له، بعد تداول صور وفيديوهات قيل إنها من حفل أحياه بالساحل الشمالي
اقرأ أكثر »
ليبيا.. مشهد سياسي غامض | صحيفة الخليجيعكس المشهد العام في ليبيا عدة تطورات جديدة، تشابكت فيها الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتلمح إلى وجود فرص واعدة
اقرأ أكثر »
رجل وابنته يقاضيان مالكة مركبة بسبب حادث مروري | صحيفة الخليجقضت محكمة أبوظبي للأسرة والدعاوى المدنية والإدارية، بإلزام امرأة دفع 61 ألف درهم، حيث تسببت بحادث مروري أثناء قيادة مركبتها...
اقرأ أكثر »
هيئة الطرق والمواصلات بدبي تختار «روتشيلد اند كو» لمراجعة أصولها | صحيفة الخليجقال مصدران مطلعان لـ«رويترز»: «إن هيئة الطرق والمواصلات في دبي اختارت «روتشيلد اند كو» لتقديم المشورة بشأن مراجعة استراتيجية لأصولها»....
اقرأ أكثر »
لمن يهمه الأمر | صحيفة الخليجأوشك العام الدراسي الجاري 2022-2023 على الانتهاء.. أيام معدودة ونودع جميعاً عاماً من أعوام العلم والمعرفة والإبداع، ولكن قبل بلوغ الوداع نجد أن لدى بعض المدارس الخاصة إصراراً غريباً على ممارسة بعض التجاوزات التي تخالف اللوائح وتعكر صفو مجتمع أولياء الأمور والطلبة في الميدان التربوي. في الأيام القليلة الماضية خرجت علينا بعض المدارس الخاصة التي فرضت على أولياء أمور الطلبة الجدد سداد 40% من قيمة الرسوم الدراسية الخاصة بالعام الدراسي الجديد الذي لم يبدأ بعد؛ فهل هذا منطق؟ وهل لدينا في الميدان ولي أمر قادر على طيّ صفحة رسوم أبنائه القديمة والسير قدماً نحو رسوم جديدة في الوقت ذاته؟
اقرأ أكثر »
بلدية الظفرة تنفذ حملة توعية بإجراءات سلامة برادات مياه الشرب «السبيل» | صحيفة الخليجنفذت بلدية منطقة الظفرة، حملة توعية بأهمية إجراءات السلامة والوقاية من مخاطر برادات مياه الشرب «السبيل» على مستوى مدن المنطقة، تحت شعار «تسجيل برادات مياه الشرب العامة «السبيل» في الأنظمة المعتمدة»...
اقرأ أكثر »