حوّل الفنان المصري أحمد سنبل، شوارع مدينة بورفؤاد، المطلة على بوغاز بورسعيد شمالي مصر...
حوّل الفنان المصري أحمد سنبل، شوارع مدينة بورفؤاد، المطلة على بوغاز بورسعيد شمالي مصر، إلى ما يشبه متحف مفتوح، بعشرات من الجداريات التي تروي تاريخ مدينته، وأبرز معالمها التراثية، في خطوة حظيت باهتمام كبير من أهالي المدينة، والمعنيين بالتراث الشعبي.
ويعد أحمد سنبل، أحد أبرز فناني رسم الجداريات «الجرافيتي» الذي شهد رواجاً كبيراً في مصر، في أعقاب ثورة يناير عام 2011، عندما حول فنانون شبان جدران شارع محمد محمود وسط القاهرة، إلى ما يشبه معرض مفتوح، يروي يوميات الثورة، قبل أن يمتد هذا اللون من الفن، إلى باقي محافظات مصر، وبخاصة الساحلية منها، ليشرع في توثيق حياة الناس، ويعبر عن أحلامهم البسيطة في حياة كريمة.
ويرجع كثير من الباحثين، بداية ظهور فن الجرافيتي الحديث، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة الخمسينيات، عندما انطلق الرسامون لتزيين الأزقة والطرقات، برسومات توثق حياة البسطاء، وبخاصة المهمشين، من خلال لوحات ضخمة اتخذت من الجدران معرضاً مفتوحاً، مستلهمة في ذلك إيقاعات موسيقى الهيب هوب والراب، قبل أن يحولها فنانون مصريون إلى وثائق حية، تسجل مفردات الحياة اليومية للبسطاء.
يرجع تاريخ بناء مدينة بورفؤاد، إلى مطلع عشرينيات القرن الماضي، وهي تمثل الشطر الآسيوي لمدينة بورسعيد، إذ تقع على الضفة الأخرى لقناة السويس في قارة آسيا، وسمّيت بهذا الاسم نسبة إلى الملك فؤاد الأول، وقد كان يقطنها في بادئ الأمر نحو ثمانمئة شخص، معظمهم من الأجانب الذين كانوا يعملون في الشركة الفرنسية التي تدير قناة السويس قبل التأميم.
يستهدف سنبل في مشروعه، رسم مئة جدارية في شوارع مدينة بورفؤاد، تتماشى مع طابعها الفرنسي، إلى جانب جدارية ضخمة، تروي تاريخ مدينة بورسعيد، من أيام نشأتها الأولى في العصور الفرعونية، مروراً بالمحطات الرئيسية في تاريخها الحديث، بدءاً بحفر قناة السويس، وأحداث العدوان الثلاثي، انتهاء بعودة المهجرين من أبنائها بعد انتصارات أكتوبر، وعودة الملاحة إلى قناة السويس منتصف السبعينيات.