الغناء الهابط .. فنون ممسوخة تشرخ صفاء موسيقانا وكلماتنا
يواجه عالمنا العربي بين الفينة والأخرى، ظواهر فنية متنوعة موسيقية غنائية، إذ تحولت الساحة في بعض الأماكن من حضن لفن يسهم في بناء الأمم إلى «مرتع» يفسد عقول أفراد الأسر والمجتمع، ويدمر تفكير الأطفال والشباب. ويتبدى في الخصوص التخريب الذي يفرزه التحول اللاواعي في مسارات الأغنية العربية سواء في اللحن أو الكلمات والمعاني.
«البيان» تضيء هذه القضية عبر تحقيق شامل يناقش حيثياتها وتأثيراتها على العالم العربي ويقدم توصيات لمعالجتها حيث أكد عدد من المتخصصين ضرورة درء خطر هذا النوع من الغناء على المجتمع والشباب، موضحين أنه يجب التسلح بمزيد من الوعي الفني والاهتمام أكثر بالموسيقى والفن الراقي، لكبح جماح ظاهرة الغناء الهابط، وتأثيراتها مشددين على أن دعم الفن الراقي ومبدعيه خير سلاح في مواجهة هذه الظاهرة.
وتابع عامر: إن إعطاء الغناء الهابط رؤية واحدة لدى كل مناطق العالم العربي قد يكون عادلاً بمكان فمثلاً الأغنية في لبنان لم تتراجع كثيراً لأنها بالأساس مرتبطة بطابع قصير من حيث الكلام واللحن وهو ما ينسجم مع اللغة المعاصرة في السرعة والتلقي عالمياً، بينما في مصر قد نجد للأمر حسابات أخرى فهناك كانت الساحة الأبرز عربياً للأغنية الطويلة واللحن الجاد، لكن مع مرور الوقت لم يعد لها مكان إلا ما ندر ، بينما في منطقة الخليج العربي عموماً كان الالتزام بالشعر والاهتمام بالقصيدة سبب ولادة أغنية منسجمة مع واقع...
من باب آخر هناك المعهد العالي للموسيقى الذي يُعنى بتدريس الموسيقى والغناء أكاديمياً ويصقل الطلاب ويشجعهم على الالتزام باللحن الفني وموازنة الحالة بين الماضي والحاضر لرفد الأجيال بشباب واعي موسيقياً وفنياً. واستطرد: منذ القديم يوجد أغانٍ لا تتناسب مع المجتمع لكن عملية بث الأغاني كانت محصورة إما بالأسطوانات أو بالإذاعة، والإذاعات لا تذيع الأعمال الهابطة، فإما أن تصل عن طريق أسطوانة أو عن طريق المطاعم وهذا وصول محدود، أما اليوم فهي تبث عبر المئات من قنوات التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لطرق التوعية تبدأ من المدرسة، فتعليم الطفل وتأديبه وجعل استماع الطفل للفن الراقي عادة هو الأساس، وإذا أهملنا ذلك سيعتاد الطفل على متابعة الأعمال العشوائية وهذا هو الخطأ الذي حصل حيث خففنا توعية الأطفال، لأن أطفال اليوم...