الطفل يقرأ.. الأمة تتقدم .. بقلم: حبيب الصايغ صحيفة_الخليج مهرجان_الشارقة_القرائي_للطفل
الاستهلال، ونحن بصدد الدورة الرقم 11 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يهتم بكل فعالية ثقافية أو تنموية جديدة، وإذ يفتتحها يهبها من محبة الروح وشوق القلب وكأنها الفعالية الوحيدة. هكذا، مثلًا، كان يخيل لحضور المهرجان صباح أمس.
الثقافة والتعليم، وفي الشارقة يتحقق تضامن الثقافة والتعليم في المدارس والجامعات والمراكز والمؤتمرات والمهرجانات كما لا يتحقق في أي مكان آخر، وكل منهما بأسلوبه وبقدره، وذلك بعض سر تفوق مشروع الشارقة الذي يؤسس، بوعي عميق، لمستقبل الثقافة العربية، بدءاً من التأصيل لثقافة الطفل. لكن العنوان أضيق، فهو معني بقراءة الطفل، وفي العنوان إشارة يعرفها العارفون، مؤداها أن القراءة قيمة كبرى لا تترك جزافا للمصادفات والغفلة، ولا بد من توجيه الطفل واليافع والشاب إلى ما يقرأ عبر تعويده على حسن الاختيار، وإلا فهو ضياع الزمن والهدف في آن معاً. القراءة، في هذا المقام الرفيع، فن وذوق وأخلاق، تماماً مثلما كان يقال عن قيادة السيارة، وبالقراءة الصحيحة والمثمرة إنما أنت تهيئ لطفلك أن يبني الوطن، وأن يقود، بوعيه الأمة. نعم هكذا بالضبط ولا مبالغة.
في التفاصيل المهمة، وزع صاحب السمو حاكم الشارقة جوائز مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وفي إجراء لافت، بدأها بجوائز الرسامين قبل المؤلفين وغيرهم من المعنيين بثقافة الطفل. هذا الإجراء مهم وضروري لأن رسامي ثقافة الطفل، مجلات وكتباً، منسيون في ذاكرة العرب ثقافة وإعلامياً، وقد تعقد الندوات والمؤتمرات الخاصة بالطفل وثقافته، ثم لا تجد في المشاركين والمدعوين رساماً واحداً، كما لا نجد، وهذا مثير للاستغراب، طفلاً واحداً، الأمر الذي انتبه إليه المنظمون فسيروا حافلات مبرمجة من المدارس.
ليس إلا الأنموذج يقدم في الشارقة، وتقدمه الشارقة للعالم، ولن تفوت المرء هنا الإشارة الواجبة إلى الجهود المتعاظمة التي تبذلها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في مجال النشر عموماً، والنشر للأطفال خصوصاً، سواء بكونها مؤسسة «كلمات»، أو مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، أو، وهذا محل اعتزاز جميع الناشرين والكتاب والمثقفين العرب، كون الشيخة بدور اليوم تشغل مكانة عالمية في عالم النشر بعد انتخاب العالم لها نائبة لرئيس الاتحاد الدولي للناشرين، والشكر موصول لهيئة الشارقة للكتاب...