الجهد الجبار الذي تبذله الإمارات في الداخل والخارج تحت مظلة الثقافة ليس سوى تعبير عن إيمان راسخ بدور الثقافة كقوة ناعمة وضاربة معاً، في تقارب الشعوب والتخفيف من توجهات الانعزالية والنظرة الضيقة.. المزيد في مقال عائشة سلطان ayshas6
التي تنتشر وتستمر لأن أحداً لم يحاول أن يبذل جهداً للمعرفة والتعريف والتعارف، كما أن المعرفة المحايدة والجادة، تحتاج إلى أمرين: إرادة حقيقية، وجهد كبير ومستمر.
في كوريا، كان الوفد الإماراتي قد وصل فعلاً بكامل عدده وعدته للعاصمة الكورية سيؤول منذ يومين، عشية افتتاح معرض سيؤول الدولي للكتاب، للمشاركة في فعاليات المعرض، باعتبار الشارقة ضيف شرف المعرض، يضم الوفد مجموعة كبيرة من الكتاب والأدباء والروائيين والشعراء والفنانين والمسؤولين الإماراتيين، على رأسهم سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وبحسب جدول المعرض، فإن هذا الوفد، وبكامل طيفه الأدبي والثقافي، منوط به العمل لوضع بصمة إماراتية عربية واضحة ومشرفة في أذهان الجميع هناك، عبر حضور متألق وجناح ضخم.
الظاهرة اللافتة هي وجود مجموعة كبيرة من الشباب المثقف، وهذا ما يجب أن يكون دائماً وفي كل مكان، كما أن الإصدارات الإماراتية المترجمة للغة الكورية، بصحبة مؤلفيها من الكتاب والشعراء والروائيين، فأمر يدعو للفخر، أما جدول الأنشطة والفعاليات، فيشهد حضوراً قوياً للإماراتيين المشاركين في العديد من الجلسات والنقاشات الفكرية والثقافية، والأمسيات الشعرية، صحبة كتاب وشعراء وباحثين كوريين، طيلة أيام المعرض.
لا يمكن لهذا العالم من أقصاه إلى أقصاه أن يستمر آمناً، إلا تحت مظلة التعاون والإيمان بوحدة المصير الإنساني، لذلك، فالجهد الجبار الذي تبذله دولة الإمارات في الداخل والخارج، تحت مظلة الثقافة، ليس سوى تعبير عن إيمان راسخ بدور الثقافة كقوة ناعمة وضاربة معاً، في تقارب الشعوب، والتخفيف من توجهات الانعزالية والنظرة الضيقة، كما أنها الوحيدة القادرة على نقل وتصدير وإيصال الصورة الحقيقية للشعوب، بعيداً عن التضخيم أو المغالطات والمبالغات.
تبقى لكل ثقافة خصوصيتها وجوهرها المستقل، ونتاجاتها النابعة من تراثها، كما تبقى قادرة على حماية الحياة، عبر احترام خصوصية الشعوب، وحقها في الحياة، والتعاون معها لتحقيق التكامل، وردم الفجوات، ليستمر هذا العالم آمناً مطمئناً وبعيداً عن المخاطر.