'الجاف شديد الاحتراق، واللين سريع الاختراق، وما بين بين نكون على وفاق'.. علي أبو الريش يكتب: الجاف شديد الاحتراق للقراءة: للاستماع: مصدرك_الأول
، واللين سريع الاختراق، وما بين بين نكون على وفاق. هكذا تبدو الأشياء مستمرة في دورانها حول الحقيقة، وهكذا تبدو مكتفية في تطرفها، بحيث لا تدع للحدود مكاناً في العلاقة بين الخطأ والصواب.
من الجدير بالذكر أن البشر كأعواد الشجر، فيهم الجاف، المتعجرف، وفيهم اللين المفرط في السيولة، ما يجعل الاثنين في حال التصادم، وفي وضع النفور، والابتعاد عن خط التواصل، لأن لكليهما أنا موسعة، ولكليهما قاموسه الذي يتهجّى به مفردات الحياة، ولكليهما أيضاً قدرته على إدراك ما للحياة من أنساق تحتاج منا أن ندخل فصولها من غير الطرح، والقسمة لأعداد الأنوات التي ستسقط لو أننا انتهجنا طريق اللا أنا، وبدأنا سلك جادة غير محشورة بين صخور تلك الأنوات المستمرة عند كل نافذة من نوافذ العقل، ما يجعله، يرتجف عند كل...
نحن بحاجة إلى فكر جديد يعيد ترتيب مشاعرنا، ويهذب حواسنا، بحيث نتلمس حقيقة وجودنا من خلال معرفتنا أننا في وسطية المشاعر، نستطيع أن نتلافى الاحتراق، كما أننا نستطيع تفادي الاختراق، وبالتالي نصل إلى حقيقة أن الوجود واحد، ونحن أرقام في هذا الوجود، نكمل العملية الحسابية من دون عرق أو جهد.