التضخم في الدول السبع الكبرى بقلم:محمد خليفة صحيفة_الخليج
ولكن نتيجة للاستحواذ والهيمنة اختلطت الأمور، وظهرت الهوة السحيقة بين التنظير المثالي الليبرالي لما ينبغي أن يكون عليه السياسي، والواقع الفعلي الممارس، وفق المنطق البراغماتي، ما أدى إلى معاناة كافة الدول، ومنها الدول السبع التي توصف بأنها الأكثر تصنيعاً، والأغنى في العالم، من تضخم اقتصادي غير مسبوق منذ ما قبل تأسيس هذه المجموعة من قبل الولايات المتحدة، ووقوع جميع دول المجموعة في نفس الأزمة، يؤكد أن سببها واحد.
وعلى الرغم من أنه تم إنشاء تلك المجموعة لتمثل الواقع الاقتصادي الحقيقي في العالم، باعتبار أن الاتحاد السوفييتي السابق، والدول الاشتراكية الأخرى كان لها اقتصاد اشتراكي مختلف، ولم تكن تتعامل بالنقد إلا قليلاً، وبالتالي كانت الدول السبع هي التي تمثل تجليات الاقتصاد الرأسمالي؛ حيث كانت بالفعل الأكثر تصنيعاً وإنتاجاً والأكثر تطوراً، فإن العالم اليوم قد اختلف اختلافاً كبيراً عمّا كان عليه قبل نحو خمسين سنة، فهناك دول كثيرة باتت تنتج ما يماثل، أو أكثر مما تنتجه الدول السبع؛ بل إن دولاً في هذه المجموعة...
واليوم، وفي ظل تغير موازين القوى الاقتصادية في العالم لمصلحة دول أخرى غير دول مجموعة السبع، فإن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في تلك الدول هو نتيجة حتمية لذلك التغير الذي حدث، فلم تعد الدول السبع الكبرى تنتج إلا جزءاً بسيطاً من إنتاج العالم، وهي في معظمها بحاجة إلى استيراد الطاقة، والمواد الخام الأولية المستخدمة في الصناعة من دول أخرى، وليس لديها إمكانية لتغيير أوضاعها، كما أنها تتمسك بمركزها، وتعلن أنها لا تزال الدول الأكثر تصنيعاً في العالم.