الإمارات في عيدها.. بقلم: ناجي صادق شراب صحيفة_الخليج
الأرقام في حياة الدول والشعوب لها دلالات سياسية عميقة، وتحمل مناسبات تاريخية ووطنية تسترجع ذكراها لاستنباط العبر والدروس منها لتكون باعثاً ودافعاً للمضيّ قدماً في مسيرة البناء. وحياة الدول لا تقاس بعدد السنين ولكن بإنجازاتها وقدراتها على التكيف واحتواء التحديدات والتهديدات، وبالحكم الرشيد الذي يواكب ويستجيب للتطورات المتلاحقة في بيئته السياسية الداخلية والخارجية.
فالثاني من ديسمبر من العالم 1971 لم يعد مجرد تاريخ عادي في حياة الدولة، فهو يوم التأسيس لدولة تحولت اليوم إلى دولة لها قيادتها الفاعلة والحاضرة ومكانتها ودورها إقليمياً ودولياً. ولم تكن مهمة التأسيس مهمة سهلة، بل جاءت في أصعب الظروف والتطورات السياسية التي عاشتها المنطقة، وفي ظل تهديدات إقليمية في المنطقة وتنافس بين أكبر قوتين آنذاك الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في ظل الحرب الباردة بينهما ومحاولاتهما ملء فراغ القوة الذي تركته بريطانيا بإعلان انسحابها.
وما يلفت الانتباه في هذه المراحل الثلاث مشاركة صاحب السمو رئيس الدولة في مرحلتي التأسيس والتمكين، وهذا في حد ذاته يشكل عاملاً آخر لنجاح الدولة والقيادة.