لم تكن سيطرة الفصائل ذات الصبغة الدينية على الساحة العسكرية حدثاً محلياً، وإنما كان ضمن خطط دولية مبرمجة للقضاء على 'الجيش الحر'.. د. رياض نعسان أغا يكتب: إدلب رهينة الحل السياسي للتفاصيل: مصدرك_الأول
لا يكاد يمر يوم دون أن تتعرض إدلب وأريافها إلى قصف يكون ضحاياه بالعشرات وأغلبهم نساء وأطفال، ولم تعد أعداد القتلى والشهداء وإن تجاوزت المئات تثير اهتماماً إعلامياً، فقد صارت حدثاً يومياً اعتاد الناس عليه، وقد أوشك عدد سكان إدلب أن يبلغ أربعة ملايين سوري، بعد أن قامت روسيا بتهجير عشرات الآلاف ممن رفضوا المصالحات القسرية في عدد كبير من مناطق المعارضة.
ولم تكن سيطرة الفصائل ذات الصبغة الدينية على الساحة العسكرية حدثاً محلياً، وإنما كان ضمن خطط دولية مبرمجة للقضاء على «الجيش الحر»، وإحلال قوى بديلة ترفع رايات وشعارات «القاعدة»، وتستدعي متطوعين ومرتزقة من مختلف بلدان العالم وقد تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تفرغوا لقتال «الجيش الحر» تحديداً.
ولم يكن سلوك التنظيمات المتطرفة حين مارست الحكم في مناطقها يوحي بجديتها في مشروعها المزعوم، فقد اهتمت بالمظاهر الشكلية للدين، وغابت عنها العدالة التي هي جوهره، فأصبحت مناطقها ساحات خطف وقتل وسرقة وتفجيرات واعتقالات وصراعات بين أمراء الحرب، مما جعل المواطنين ينتفضون مرات ضدها، ويصرون على رفع راية الثورة وعلمها، ويضيقون بكون حكامهم الجدد غرباء عن سوريا، وكثير منهم مرتزقة من أمم شتى يتحكمون بمصير الشعب.
ولقد جاء اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا لإنهاء معضلة إدلب، ويبدو أن النظام كان مصراً على اقتحام إدلب بدعم من إيران وبإسناد جوي من روسيا، ولكن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية عارضت ذلك، لأن هذا الاقتحام سيهدد بظهور موجات مليونية من النازحين الجدد إلى أوروبا عبر تركيا، كما أن استعادة النظام لإدلب وأرياف حلب وحماه الجنوبية سيجعل النظم قادراً على إعلان انتصاره العسكري النهائي، ولن يكون مضطراً لأي تفاوض مع معارضة لم تعد تملك أي حضور عسكري، وهذا سيعني استحالة عودة اللاجئين والنازحين والمشردين إلى...