أزمة السياسة الثلاثية .. بقلم: محمد العريان صحيفة_الخليج الخليج_الاقتصادي
سارع العديد من المحللين إلى تبنّي الرأي القائل إن سياسة الاحتياطي الفيدرالي اتخذت منحى جديداً تماماً، وفعّلت إجراءات استثنائية لحماية النظام المالي بعد الفشل المفاجئ لثلاثة بنوك أمريكية.
ومع ذلك، فإن هذا هو فصل يسير من الحكاية. إذ إن حالات الفشل المصرفي تلك جسّدت التحول الخاطئ أيضاً في نظام أسعار الفائدة في البلاد. فبعد السماح بظروف مالية فضفاضة للغاية ولفترة طويلة جداً، لم يضغط المركزي على المكابح ويتخذ التشديد نهجاً إلا بعد وصف خاطئ مطول ومدمّر للتضخم بأنه «مؤقت». إلى ذلك، بدّلت أزمة البنوك توقعات المحللين السابقة بزيادة الفيدرالي أسعار الفائدة 0.5 نقطة مئوية الأربعاء، إلى تفضيل عدم رفعها، وإجراء تخفيضات كبيرة. يأتي هذا على الرغم من تسارع التضخم الأساسي، مع شهر آخر من بيانات الوظائف الأمريكية الأفضل من المتوقع. وبالتالي، يسلط المأزق الضوء مرة أخرى على المخاطر التي تشكلها هيمنة القطاع المالي.
وفي المقابل، لن يكون «الحل الوسط» مرساة السياسة النقدية التي تفتقر إليها الولايات المتحدة بشدة، وتحتاج إليها بشكل عاجل، بل سيخلق المزيد من التقلبات السياسية التي تفشل في تحقيق هبوط ناعم مع تضخيم التقلبات المالية المقلقة.