مرة أخرى تتجه الأنظار إلى القاهرة، حيث تجري جولة مفاوضات، تبدو حاسمة، بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع عزة، رغم ما يفتعله الموقف الإسرائيلي من تشدد، في محاولة للتنصل من أي اتفاق يقود إلى إنهاء هذه الحرب الكارثية، ومنع أي اجتياح محتمل لمدينة رفح المكتظة بالنازحين وأصبحت تختزل كل سكان القطاع تقريباً.
لم تهدأ المشاورات طوال الساعات الماضية، وفي مؤشر على ترجيح اختراق كبير في المفاوضات، وصل مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة، قبل وصول وفد من حركة «حماس» حاملاً رده على مقترحات الهدنة الجديدة، بينما أكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى حصول «تقدم ملحوظ» في المفاوضات بالتوصل إلى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف، وهو تطور ربما يجعل من الجولة التفاوضية الفرصة الوحيدة الجديدة لإحداث اختراق كبير قد يمكن من فتح طريق إلى التهدئة وصولاً إلى إنهاء الحرب.
مفاوضات القاهرة الحالية تختلف عن الجولات السابقة، وآخرها تلك التي جرت أواخر شهر رمضان الماضي، فهذه الجولة جاءت نتيجة لجملة من العوامل الدافعة إلى ضرورة التهدئة ووقف التصعيد، وخصوصاً في ظل تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة، مع ارتفاع حصيلة الضحايا وزيادة نذر المجاعة الواسعة والانهيار الكبير للقطاع الصحي والمرافق الحيوية، فضلاً عن أن المنطقة برمتها كادت أن تنزلق إلى المجهول، قبل أسبوعين، خشية مواجهة إيرانية إسرائيلية.
وفي الولايات المتحدة، لم يعد موقف إدارة الرئيس جو بايدن قوياً كما كان في بداية العدوان على غزة. ويبدو أن أصوات الانتفاضة المستمرة للجامعات الأمريكية العريقة وغيرها من الجامعات الغربية المطالبة بمحاسبة إسرائيل ووقف الحرب، باتت تسمع بوضوح لدى صانع القرار الأمريكي، والغربي عموماً، ولم يعد أمامه متسع من الوقت لتجاهل هذه الاحتجاجات أو الاستهانة بتأثيراتها.
هدنة غزة في هذا التوقيت، أصبحت ملحة وضرورة، ولم تعد مطلباً فلسطينياً وعربياً فقط، بل هي مطلب دولي وأمريكي وإسرائيلي أيضاً، رغم التعنت والمكابرة اللذين تبديهما حكومة تل أبيب بزعم أنها لم تحقق أهدافها المعلنة منذ السابع من أكتوبر. فبعد سبعة أشهر بالتمام، لم ينجز الجيش الإسرائيلي أي هدف عسكري، سواء استعادة الرهائن أو القضاء على الفصائل الفلسطينية المسلحة.
غزة شهدت أبشع ما ترتكبه آلة الحرب الحديثة من تدمير وإعدام لأسباب الحياة، وقد آن آوان وقف هذا العبث المجنون، ولذلك فإن مفاوضات القاهرة، تمثل فرصة نادرة، وربما أخيرة لإنقاذ ما تبقى من غزة، وحماية المنطقة من زلزلة آتية لا محالة، إذا استمر التطرف الإسرائيلي راكباً رأسه ولم تتوقف هذه الحرب فوراً.
الإمارات العربية المتحدة أحدث الأخبار, الإمارات العربية المتحدة عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
ضغوط أمريكية هائلة في مفاوضات القاهرة لإبرام هدنة غزةتترقب الأوساط السياسية ما يمكن أن تسفر عنه مفاوضات الهدنة وصفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة...
اقرأ أكثر »
تباين حول مصير مفاوضات هدنة غزة.. وعودة متوقعة إلى القاهرةأكدت مصادر متطابقة أن أطراف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة ستعود مساء اليوم الثلاثاء إلى القاهرة...
اقرأ أكثر »
أطفال غزة.. جيل تحت الصدمة | افتتاحية الخليجليست المرة الأولى التي تحذّر فيها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تداعيات الحرب الإسرائيلية على صحة الأطفال في غزة، الذين دفعوا ثمناً باهظاً من لياقتهم الجسدية ونموهم الطبيعي وصحتهم النفسية، ومثلما قُتل عشرات الآلاف منهم خلال الأشهر الستة من الحرب، جاء عشرات الآلاف الآخرون إلى هذه الدنيا وسط الأنقاض وتحت القصف والغارات، وفي ظروف لا تليق...
اقرأ أكثر »
قبل أن تكتمل المأساة | افتتاحية الخليجبعد ما يزيد على مئتي يوم من الحرب على غزة، تتراكم الشهادات والأرقام المتصلة بتداعياتها، ويجب أن تكون باعثاً قوياً على وضع نهاية لمأزق سياسي وأخلاقي يواجه المنطقة والعالم، ويجنّب الجميع مزيداً من الخسائر، وأهمها الإنسانية.
اقرأ أكثر »
واشنطن: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة وخطر المجاعة شديد جداًأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أن التقارير عن العثور على مقابر جماعية في غزة مثيرة للقلق
اقرأ أكثر »
إسرائيل: سنزيد حجم المساعدات الداخلة غزةأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة سيزيد في الأيام المقبلة...
اقرأ أكثر »